يعمل الأستاذ الباحث في مؤسسة للتعليم العالي. كما يوحي اسمه، فإن مهمته ذات شقين:  فهو أستاذ، يشرف على الطلبة، وينقل المعرفة إليهم ويوجه دورات التعلم الخاصة بهم. لكنه باحث أيضًا:  فهو يعمل لسنوات في موضوع بحثي يكتب فيه مقالات، ويعقد مؤتمرات ويشرف على طلبة الدكتوراه.



يحقق الأستاذ الباحث، من خلال التدريس والبحث، مهمة الخدمة العامة للتعليم العالي. وبهذه الصفة، يتعين على الأستاذ الباحث أداء عدد معين من المهام خلال السنة الجامعية:

  • تقديم محاضرات عالية الجودة ومحينة، مرتبطة بالتطورات في العلوم والمعرفة والتكنولوجيا والأساليب التربوية والتعليمية، وفقًا للمعايير الأخلاقية والمهنية؛
  • الإشراف على الأعمال التطبيقية أو الأعمال الموجهة مع مجموعة أصغر من الطلبة. قد يتم استدعاؤه أيضًا لإجراء اختبارات شفوية فردية تهدف إلى تقييم الطلبة.
  • تحضير الدورة المقدمة في كل فصل دراسي بمساعدة باقي أعضاء الفريق البيداغوجي.
  • المشاركة في تطوير المعرفة وضمان نقل المعرفة كجزء من التدريب الأولي والمستمر؛
  • تحضير مواضيع الامتحانات وتصحيح أوراق الإجابة.
  • الإشراف على المذكرات أو الأطروحات: يرافق واحدًا أو أكثر من طلبة الماستر، الماجستير أو الدكتوراه، ويساعدهم في العثور على موضوع بحثي، ويقترح السبل والقراءات، ويراجع ويقدم الملاحظات على كتاباتهم، ويرافقهم أثناء المناقشة.

يتعين على الأستاذ الباحث ضمان خدمة التدريس وفقا للحجم الساعي المرجعي المحدد بـ 192 ساعة من الدروس.  ويقابل هذا الحجم الساعي 288 ساعة من الأعمال الموجهة أو 384 ساعة من الأعمال التطبيقية وفقًا للمعادلة التالية:  ساعة واحدة (1)  من الدروس تعادل ساعة ونصف (ساعة واحدة و 30 دقيقة) من الأعمال الموجهة وساعتان(2)  من الأعمال التطبيقية.



في نفس الوقت ، يتابع أبحاثه الخاصة في مجال معين من مجاله في التدريس ويقدم تقارير عن التقدم المنجز من خلال:

  • القيام بأنشطة تدريب على البحث لتنمية مهاراته وقدراته على ممارسة وظيفة الأستاذ الباحث.
  • كتابة المقالات في المجلات أو نشر كتب متخصصة؛
  • حضور المؤتمرات أو الندوات.

كيف تصبح أستاذا باحثًا : الصفات المطلوبة

الأستاذ الباحث هو قبل كل شيء مُفكر: هذه المهنة مخصصة للأشخاص الموهوبين بالتجريد والكتابة والبحث في المكتبات. وهو أيضًا شخص متحمس قادر على البحث والعمل في نفس الموضوع لسنوات عدة.



لا يكون الأستاذ الباحث منعزلا على مدار السنة في مكتبه، بل يكون على اتصال منتظم بالطلبة والعالم الخارجي. يعمل الباحث في فريق وغالبًا ما يغادر مختبره. يتبادل كثيرا مع الخارج من خلال الكثير من التعاون (الوطني والدولي) وكذلك الأيام المفتوحة لتوعية عامة الناس!

وبالتالي يجب أن يكون لديه حس بيداغوجي، من أجل جعل مادته مفهومة من قبل طلبة الليسانس أو الماستر عندما يلقي دروس في المدرج، أو أثناء الحديث لعامة الناس. يجب أن يكون قادرًا أيضًا على الإشراف على طالب الدكتوراه بفعالية أثناء بحثه.  أخيراً، يجب أن يتحدث علنا بكل أريحية، الأمر الذي سيكون مفيدًا له خلال المؤتمرات التي يشارك فيها بانتظام طوال حياته المهنية.

أستاذ باحث:  مهنة/إمكانية الترقية

الدراسات التي يتعين على الطالب إكمالها ليصبح أستاذًا باحثًا طويلة. هذا هو السبب في أن العديد من طلبة الدكتوراه يقومون بالتدريس في المتوسطة أو الثانوية أثناء إنجاز أطروحاتهم. بمجرد أن يصبحوا دكاترة أو بعد أن يناقشوا مذكرات الماجستير، يمكنهم التقدم للمشاركة في مسابقة توظيف الأساتذة المساعدين.

بعد سنة إلى أربع سنوات من التدريس والبحث وبعد تثبيته في المنصب، يصبح الأستاذ المساعد الحاصل على الدكتوراه استاذاً محاضرًا ويمكنه أيضًا الترشح للتأهيل الجامعي، مما يسمح له بأن يكون مشرفًا على مذكرة ماستر أو أطروحة دكتوراه.

أخيرًا، يمكنه، لاحقًا، أن يقدم ملفه للجنة الجامعية الوطنية لترقية الأساتدذة المحاضرين إلى رتبة أستاذ التعليم العالي، في المتوسط، يبلغ عمر المرشحين (حوالي الأربعين سنة).

العمل كأستاذ باحث:  التكوين مطلوب

مهنة أستاذ باحث تشترط إنهاء دورة الأطوار الجامعية، والتي تشمل أولاً خمس/سبع سنوات من الدراسة (من درجة الليسانس إلى الماستر/الماجستير)، ثم يجب عموما إكمال الدكتوراه (المدة الدنيا  4 سنوات).

بشكل عام، يقوم طالب الدكتوراه بالتدريس كموظف في التربية الوطنية، وعادة ما يكون في الثانوية، في نفس الوقت، ينجز أطروحة الدكتوراه. عند اكتمال ذلك ، يقوم بالمناقشة ويتحصل على لقب دكتور. يمكنه بعد ذلك الترشح لشغل وظيفة أستاذ مساعد. بمجرد التعيين، يكمل الموظف الجديد عامًا من التكوين.

العمل كأستاذ باحث هو تتويج لدورة طويلة من الدراسات، يبلغ عمر الأساتذ الباحثين حوالي ثلاثين عامًا في المتوسط. قليل من يمارسون هذه المهنة. في الواقع، يظل الأستاذ الجامعي في منصبه لسنوات عديدة:  لذلك هناك القليل من الحركات في هذه المهنة، والتوظيف محدود للغاية. ومع ذلك، فإن طلبة الدكتوراه الذين لم يتمكنوا من العثور على عمل في إحدى الجامعات يجدون عمومًا عملاً في قطاع التربية الوطنية، وغالبًا ما يعملون في الثانوية.